هبوط آدم وحواء إلى الأرض
:
هبوط
آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتابا إليه. فأدركته رحمة ربه التي
تدرك الإنسان عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي
مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
يتصور
بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه
الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء
أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم
يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. وقد ورد في صحيحي بخاري ومسلم عن أبي
هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (حاج موسى آدم
عليهما السلام، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم.
قال آدم: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على
أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدَّره علي قبل أن يخلقني؟). قال
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فحجَّ آدمُ موسى). لم يكن هبوط آدم إلى
الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان
الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما
تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم
وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن
الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
هابيل وقابيل:
لا
يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام
في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل
وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض.
كانت
حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل
زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. فأراد هابيل أن يتزوج أخت قابيل،
إلا أن قابيل آراد أخته لنفسه لأنها كانت أجمل من أخت هابيل. فأمرهما آدم
أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا. كان هابيل صاحب غنم فقرب
واحدة سمينة، بينما كان قابيل صاحب زرع فقدم حزمة من رديء زرعه. فتقبل
الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. فغضب قابيل وهدد أخاه بأن يقتله. فأجاب
هابيل بأن الله يتقبل من المتقين. وبكل حلم قال هابيل: (لَئِن بَسَطتَ
إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ
لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي
أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ
النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29)) (المائدة)
انتهى
الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب
نائما فقام إليه أخوه قابيل فقتله بصخرة رماها على رأسه. وقيل بأن هابيل
أبطأ في الرعي ذات ليلة، فذهب إليه قابيل وضربه بحديدة كانت معه. وقيل أنه
خنقه خنقا شديدا وعضه كما تفعل السباع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
";لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول
من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ
القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد.
وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة
غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره
وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب..
بعدها طار في الجو وهو يصرخ. فحزن قابيل أنه عجز حتى عن معرفه ما يفعل
بجثمان أخيه، فكان هذا الغراب أفضل منه.
:
هبوط
آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتابا إليه. فأدركته رحمة ربه التي
تدرك الإنسان عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي
مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
يتصور
بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه
الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء
أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم
يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. وقد ورد في صحيحي بخاري ومسلم عن أبي
هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (حاج موسى آدم
عليهما السلام، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم.
قال آدم: يا موسى، أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على
أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدَّره علي قبل أن يخلقني؟). قال
رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فحجَّ آدمُ موسى). لم يكن هبوط آدم إلى
الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان
الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما
تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم
وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن
الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
هابيل وقابيل:
لا
يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام
في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل
وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض.
كانت
حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل
زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. فأراد هابيل أن يتزوج أخت قابيل،
إلا أن قابيل آراد أخته لنفسه لأنها كانت أجمل من أخت هابيل. فأمرهما آدم
أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا. كان هابيل صاحب غنم فقرب
واحدة سمينة، بينما كان قابيل صاحب زرع فقدم حزمة من رديء زرعه. فتقبل
الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. فغضب قابيل وهدد أخاه بأن يقتله. فأجاب
هابيل بأن الله يتقبل من المتقين. وبكل حلم قال هابيل: (لَئِن بَسَطتَ
إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ
لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي
أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ
النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29)) (المائدة)
انتهى
الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب
نائما فقام إليه أخوه قابيل فقتله بصخرة رماها على رأسه. وقيل بأن هابيل
أبطأ في الرعي ذات ليلة، فذهب إليه قابيل وضربه بحديدة كانت معه. وقيل أنه
خنقه خنقا شديدا وعضه كما تفعل السباع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
";لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول
من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ
القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد.
وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة
غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره
وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب..
بعدها طار في الجو وهو يصرخ. فحزن قابيل أنه عجز حتى عن معرفه ما يفعل
بجثمان أخيه، فكان هذا الغراب أفضل منه.